منتدى تقنيات الحاسوب
السلام عليكم
عزيزي الزائر/الزائرة يرجى التشرف بالدخول الى المنتدى إذا كنت عضواً مسجلا او التسجيل إذا لم تكن مسجلاً


للإنضمام إلى اسرة المنتدى
ملاحظة : لظهور الاقسام المهمة والروابط التي لا تظهر للزوار يجب عليك التسجيل
منتدى تقنيات الحاسوب
السلام عليكم
عزيزي الزائر/الزائرة يرجى التشرف بالدخول الى المنتدى إذا كنت عضواً مسجلا او التسجيل إذا لم تكن مسجلاً


للإنضمام إلى اسرة المنتدى
ملاحظة : لظهور الاقسام المهمة والروابط التي لا تظهر للزوار يجب عليك التسجيل
منتدى تقنيات الحاسوب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى تقنيات الحاسوب حيث كل جديد ومفيد

 

 الموسيقي (يانكو)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
PIRLO
نائب المدير
نائب المدير
PIRLO


عدد المساهمات : 3023
المستوى : 28880
الشهرة : 2
تاريخ التسجيل : 22/06/2009
العمر : 30
الموقع : سواح

الموسيقي (يانكو) Empty
مُساهمةموضوع: الموسيقي (يانكو)   الموسيقي (يانكو) Icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 9:20 pm


ولد في هذا العالم ضعيفًا: نحيلا, أما الجارات, اللائي اجتمعن أثناء ولادته,عندما
كانت أمه تلده راقدة فوق (الأريكة), فكن يثنين رءوسهن ذات اليمين وذات اليسار حسرة
على ضعف الأم ومولودها.

كان طفلنا دوما نحيلا يميل وجهه إلى السمرة, ببطن منتفخ, ووجنتين متهدلتين, كان
شعره في معظمه أشقر اللون يميل إلى البياض, ويتساقط متهدلا فوق عينيه العريضتين
المفتوحتين, اللتين كانتا تنظران إلى هذا العالم, وكأنهما تنظران إلى أفق لانهائي.
في الشتاء كان (يانكو) يجلس خلف المدفأة, ويبكي بكاء حارا من البرودة أحيانًا,
وأحيانًا أخرى بسبب الجوع, لم يكن بمقدور أمه أن تضع شيئًا في الآنية لتشبع جوعه,
في الصيف كان يسير مرتديًا شيئًا أقرب ما يكون إلى السروال المعقود بحزام من الحبال
في الوسط. وفوق رأسه قبعة من الخوص. أما الأم المسكينة التي كانت تعيش حياتها يومًا
بيوم, فربما كانت تحبه على طريقتها, لكنها كانت تضربه دوما, كانت ترى فيه طفلاً
مختلفًا عن الآخرين. في الثامنة من عمره بدأ يخرج للعمل, اتجه إلى الغابة كراع
للبقر, وعندما لم يكن في بيتهما الريفي المتواضع شيء, كان يحمل أكوابًا معدنية
ليجمع فيها ثمار التوت من الغابة, كان عليه فقط أن يحرص على ألا تأكله ذئاب الغابة.
كان فتى قليل الخبرة, ومثل الأطفال القرويين كان يضع إصبعه في فمه. لم يكن معروفًا
لماذا ولد بهذه النقيصة, لكنه بالرغم من ذلك, كان نهمًا أمام شيء واحد, أمام العزف.
أينما وجد, كان يسمع هذا العزف, وعندما استطالت قامته, لم يعد مهتما بشيء آخر سوى
العزف. أحيانًا ما كان يسير بأبقاره نحو الغابة, وبأكوابه المعدنية لجمع ثمار
التوت, إلا أنه كان يعود بلا ثمار, ويقول متهتها متلعثما:

- أأأمي...الحـ......بيـ.بة... .في الغا....بة كانوا يعزفـ....ون....أوي! أوي!

أما الأم فتجيبه قائلة:

- سأعزف لك الآن, سأعزف لك لحنًا لم تستمع إليه من قبل! لا تخف, سوف أجعلك تسمعه
مني!

وتضربه بملعقة خشبية كبيرة, كان الصبي يصرخ, ويعد أمه بأنه لن يقوم بفعل ذلك ثانية,
لكنه في أعماقه كان يؤمن بأن ثمة شيئا كان يعزف, ما نوع هذا العزف? لم يكن
يعرف?!...ربما تكون الأشجار, الطيور, كل شيء كان يعزف, الغابة بأسرها كانت تعزف!
الصدى كذلك, في الحقل كانت تعزف الحيوانات, في البستان كانت تزقزق العصافير للدرجة
التي كان التفاح فيها يهتز طربا. وعندما كانت تغرب الشمس, ويقترب الليل من ولوجه,
كان يصغي إلى جميع الأصوات التي كانت تصدرها القرية, من المؤكد أنه كان يفكر في أن
القرية كلها كانت تعزف له. عندما بعثوا به بالمذراة لينشر بها روث الحيوانات فوق
أرض الحقل, كانت الرياح تتخلل أسنان المذارة لتعزف له. لقبه الناس بـ(الموسيقي
يانكو). في الربيع كان يهرب من البيت, ويعزف على الفلوت الخشبي. أما في المساء,
فعندما كان يسمع نقيق الضفادع, فإنه لم يكن بمقدوره النعاس, فقط كان يصغى, وكان
(الرب) هو الوحيد الذي كان يعرف ما الذي كان يصغي إليه هذا الصبي! لم تدفعه أمه إلى
الذهاب معها إلى الكنيسة, فعندما كان الأرغن الكنسي يعزف ألحانه, والمصلون يرتلون
صلواتهم, فإن الطفل كانت عيناه تكاد تخرج من محجريهما, وكأن عينيه تنظران إلى عالم
آخر ليس بعالمنا.

أما الشرطيّ الذي كان يتجول في الليل, فلكي لا يغلبه النعاس, كان يعد ويحصي النجوم
في السماء, أو كان يتكلم بصوت خافت مع الكلاب, أحيانا ما كان يرى قميص (يانكو)
الأبيض, متسربًا متسللاً نحو المقهى الريفي. لم يكن المقهى الريفي الليلي هدف
الصبي. هناك كان يتسلل نحو السور ليصغى لما هو بداخل المقهى, حيث كان الناس يرقصون,
أو يستمع لصوت فتى يصرخ, أو لأصوات فتيات, فضلا عن أصوات دقات الأحذية وهي ترقص مع
أصحابها...أما (الكمنجة) الريفية, فكانت تعزف في خفوت: (سوف نأكل, سوف نشرب, سوف
نلهو), وتستجيب لها آلة (الكونترباص) لترد على (الكمنجة) بصوت غليظ جاد: (كما يشاء
الرب, كما يشاء الرب). انغمرت النافذة بالضوء, وبدا كل قضبان خشبي في المقهى
الريفي, وكأنه يرتعش, من تأثير الغناء والعزف, وفي الوقت نفسه كان (يانكو) يصغي.

كان على أهبة الاستعداد أن يهب كل ما يملكه, من أجل أن يملك هذه (الكمنجة) ويستمع
لعزفها الرفيع: (سوف نأكل, سوف نشرب, سوف نلهو). هكذا كان خشب (الكمنجة) يردد
عزفها...ياه! من أين يمكن الحصول عليها? أين يقومون بصنعها? لو سمحوا له أن يضعها
في يده ولو لمرة واحدة فقط!!...ماذا تقول?!...من المسموح به فقط أن يستمع إليها,
وهذا الاستماع مشروط بوجود الشرطي الذي يمكن أن يسمع صوته, ويكتشف وجوده في الظلمة
التي يقبع فيها, صائحاً:

- هاي...أنت...ألا تعود إلى البيت?

حينئذ سيهرب على الفور عائدًا إلى البيت, قبل أن يتسلل إليه صوت (الكمنجة) مرددا:
(سوف نأكل, سوف نشرب, سوف نلهو), وسيجيبها صوت (الكونترباص) الوقور مرددًا: (كما
يشاء الرب, كما يشاء الرب, كما يشاء الرب).

لو كان بمقدوره فقط أن يصغى طويلا إلى صوت (الكمنجة) دون إزعاج, في أي مكان, بل في
أي حفلة زواج أيّا ما كان نوعه, سوف تصبح هذه اللحظة بالنسبة إليه عيدًا كبيرًا
فيمابعد صنع (يانكو) بنفسه لنفسه (كمنجة) من الخشب, وريشة من شعر الخيل, لكن
(الكمنجة) الخشبية لم ترد أن تعزف له, بقدر جمال صوت (الكمنجة) الذي استمع إليه في
المقهى الريفي: كانت تلك (الكمنجة) التي صنعها تئن أنينًا غاية في الخفوت, تمامًا
كالموسيقى التي تصدر عن البعوض, وعلى الرغم من ذلك كان يعزف عليها من الصباح حتى
المساء.

في ذاك القصر الريفي الموجود في قريته, كان الخادم (الخصوصي) يملك (كمنجة),
وأحيانًا ما كان يعزف عليها لساعات متأخرة من الليل, كي يثير إعجاب الآنسة/الخادمة.
أما (يانكو) فكان في بعض الأحيان يزحف على ركبتيه, دون أن يلحظه أحد أمام باب
المطبخ المفتوح, ليكون بمقدوره أن يلقي نظرة عليها. كانت (الكمنجة) معلقة على
الحائط في واجهة الباب. ولذلك أرسل الصبي - عبر عينيه - روحه كلها, لتتجه نحو
(الكمنجة) ظنا منه, أنها شيء مقدس, ليس مصرحًا له بلمسها, إنها - بالنسبة له - أقرب
ما تكون إلى أعزل معشوق إلى قلبه. وبالرغم من ذلك الشعور الجائع بعدم قدرته على
لمسها, فإنه كان يرغب في أن يحنو عليها. أن يمسك بها في يده - ولو لمرة واحدة على
الأقل - لينظر إليها عن قرب ...كان قلب المسكين يرتعش من الفرحة, عندما يفكر على
هذا النحو.

في ليلة من الليالي, لم يكن ثمة أحد في المطبخ, كان أصحاب القصر الريفي موجودين
خارج البلاد منذ فترة طويلة, كان البيت الكبير خاليًا, و(الخدم الخصوصي) في زيارة
(خاصة) للخادمة (الخصوصية) داخل غرفتها. أما (يانكو) المتلصص, فكان ينظر إليها -
منذ فترة طويلة - عبر باب المطبخ المفتوح باتساع. مصوبا عينيه نحو الهدف الذي
تتمركز فيه جميع رغباته في الحياة. القمر في تلك اللحظة كان مكتملاً في سمائه, يسير
في دورته مائلا نحو النافذة المطلة على المطبخ, حيث تبدو النافذة وكأنها مربع ناصع
مستضاء كبير, حيث يسقط القمر ضوءه في بقعة مربعة مضادة فوق الحائط, لكن هذه البقعة
المربعة كانت تقترب رويدًا رويدًا نحو (الكمنجة), وفي نهاية الأمر غطى القمر بضوئه
(الكمنجة) كلها. بدا ضوؤه الفضي وكأنه قد تسلل إلى داخل (الكمنجة) في أعماق الظلام
واستحال نغمات, وبدت بطن (الكمنجة) مضاءة بكثافة شديدة, للدرجة التي كان يتعذر فيها
على (يانكو) النظر إليها. في هذا الضوء الساطع كان كل شيء يظهر بنسق محدد: دقة
حوافي (الكمنجة), أوتارها, قوسها المنحني, مفاتيح ضبط نغماتها, حيث يفترشها الضوء,
وبطول (الكمنجة) كان القوس معلقًا كعمود حديدي فضي. كان كل شيء رائعًا, يبدو أقرب
ما يكون إلى حكاية مسحورة.

بدت (الكمنجة) في ضوئها الناصع, وكأنها تقترب منه, كما لو أنها تسبح في الضوء,
اقترابًا من الصبي, أحيانًا ما كان هذا الضوء ينطفئ, ليعود من جديد ليشع المكان
بنوره الرمادي, الغارق في رماديته! بينما كانت الرياح تهز المكان بما فيه, ومن فيه,
صفّرت الأشجار صفيرًا خافتًا, أما (يانكو) فبدا كما لو كان يستمع إلى صوت يخاطبه
مباشرة:

- فلتذهب يا (يانكو)! لا يوجد أحد في المطبخ....اذهب...يا (يانكو).

كان الصبي المسكين ذو الظهر المنحني, يتقدم بحذر إلى الأمام, وفي الوقت نفسه كان
الكروان - بصوت خفيض - يصفر صفيره الخافت: (فلتذهب, فلترحل, خذ حذرك!) عند حافة
المطبخ كانت تسمع أنفاس سريعة تنطلق خارجة من صدر الصبي المريض. وبعد لحظة أو تكاد,
يختفي قميص الصبي الأبيض في الظلام. وبعد قليل يسمع فجأة نقيق ضفدع ضخم داخل بركة
الحديقة, وكأنه يعبر عن تخوفه مما سوف يحدث. ويتوقف الكروان عن صفيره. في الوقت
نفسه, كان (يانكو) يزحف في صمت, وبحذر, لكن الخوف يسيطر عليه فجأة, في بيته في
حشائش الغابة المحيطة به, كان يشعر وكأنه حيوان وحشي يسير حرًا في أدغال حشائش
كثيفة, أما الآن, فيبدو كحيوان وحشي وقع في مصيدة. توقفت حركته فجأة, كانت أنفاسه
قصيرة ومتحشرجة. فضلاً عن أن الظلام أحاط به من كل جانب, وسمع صوت صاعقة صيفية.
طارت بين الشرق والغرب, لتضيء مرة أخرى ما بداخل المطبخ, أما (يانكو) فكان يركع على
أربع أمام (الكمنجة), ورأسه يميل مرتفعًا إلى أعلى نحوها. وتزول الصاعقة بعد قليل,
ويغطي السحابة القمر, لم يعد ثمة ما يرى أو يسمع. بعد لحظات يخرج من الظلام صوت
بكاء خافت, كما لو كان ثمة شخص لمس هذه الأوات عن غير حذر, وفجأة يخرج من زاوية
المطبخ رجل سمين مجهول, يغلب على صوته النعاس يسأل في غضب:

- من هناك?

تتوقف أنفاس (يانكو) في صدره, لكن صوت الرجل السمين يسأل ثانية

- مَن هناك?

يرتعش عود الثقاب في يد الرجل فيمسح بضوئه الحائط باحثًا, ويضاء المكان
قليلاً...بعد ذلك...آه!

يا إلهي! يسمع سباب, صفعات, بكاء صبي, صراخ: (يارب السموات! ماذا تفعل هنا?!) نباح
كلاب, الضوء يهرول خلف الزجاج, هرج ومرج في أنحاء القصر الريفي, في اليوم الثاني
يقف المسكين (يانكو) بين يدي العمدة/القاضي في محكمة القرية.

من المؤكد...كان عليهم أن يحاكموه باعتباره سارقًا? ينظر القاضي/العمدة إليه
والمحلفون, وهو واقف بينهم, وإصبعه في فمه, وعيناه ترتعشان وتتألمان, نظروا إلى ذلك
النحيف, الصغير, المتسخ, ذلك الهزيل الذي لا يعرف أين هو, ولا يعرف ما يريدونه
منه?!... ((....) كيف يمكن أن نحاكم هذا المسكين وهو لم يتجاوز عمره عشر سنوات,
وتحمله قدماه بمشقة!! أيرسلونه إلى السجن أم ماذا سيفعلون حياله?! من الضروري أن
يوضع في الاعتبار قدر من الرحمة تجاه الأطفال. فليأخذه الشرطي من هنا, وليضربه على
ظهره بعصاه, حتى لا يسرق مرة أخرى)....هذا ما ينتهي إليه قاضي القرية من حكم. ينادي
القاضي على الشرطي:

- خذه من هنا, وقم بالواجب, واجعله لا ينسى ما فعله!

أومأ رأس (ستاشا) - رأس الشرطي الحيوانية - تنفيذ ما طلب منه, حمل الشرطي الصبي (يانكو)
تحت إبطه, كما لو كان يحمل قطيطة, ووصل به إلى الطاحونة, لم يفهم الطفل أي شيء, ولم
يفزع, ولم ينبس ببنت شفة, كان ينظر إليه تمامًا كما ينظر الطائر الجريح. أكان يعرف
ما الذي سيقوم به هذا الشرطي نحوه? لقد عرف ففط أين يوجد الآن في اللحظة التي أخذه
(ستاشا) فيها إلى الطاحونة, مدده فوق الأرض, خلع قميصه من فوق جسده الهزيل, ورفع
الشرطي يده حتى أذنه استعدادًا لفعل ما كان عليه القيام به, ثم هبط بقبضة يده - بكل
ما أوتي من قوة - نحو جسد الصبي, عندئذ صرخ (يانكو):

- أمي - في اللحظة نفسها يصفع الشرطي وجه الصبي صفعات قوية متتالية.

- أمي! أمي! - يبدأ صوته في الخفوت, ويضعف مع توالي الصفعات,إلى أن يصمت الصبي, ولم
يعد بمقدوره أن ينادي أمه.

مسكين, إنه يبدو مثل (كمنجته) وقد تفتت وانكسرت!...أنت يا (ستاشا) أيها الأحمق! من
ذا الذي بمقدوره أن يضرب طفلا كهذا?! إنه صغير وضعيف. جاءت الأم, وأخذت طفلها, كان
عليها أن تحمله على كتفها حتى البيت. في اليوم التالي لم ينهض (يانكو), وفي مساء
اليوم الثالث تمدد جسده فوق (الكنبة) تحت (غطاء) من (كليم) متواضع.

كانت (عصافير الجنة) تزقزق في بستان الكرز, أما شعاع الشمس الوحيد فيخترق زجاج
النافذة ليدخل الغرفة, ويغرق بلونه الذهبي الناصع رأس الطفل المكدود ووجهه. الذي
خلا من الدماء. لم يكن هذا الشعاع هدية. فقد أتى خصيصًا ليشع روح هذا الصغير, التي
كان عليها أن تخرج إلى بارئها. لكنه كان بمنزلة طريق شمسي عريض ليرى الصبي من خلاله
ما ينتظره, طريق مستنير يستعيض به - في لحظات موته - عن حياته التي اتسمت بشقائها,
وزخرت بمشاكلها وأشواكها. في الوقت نفسه, كان صدره الهزيل, لايزال يتنفس, أما وجه
الطفل, فكان يبدو عليه, وكأنه يصغي لصدى أصوات القرية من حوله, وهي تأتي إليه
متسربة من نافذة الغرفة المفتوحة. حدث هذا في نهاية النهار وحلول الليل, أي في
الوقت الذي تعود فيه الفتيات إلى بيوتهن آتيات من الحقول, وهن يغنين أغنيتهن
المفضلة: (أوي, أوي, نريد أن نفترش الأرض الخضراء...), ومن النهير يتسرب عزف
الفلوت. أما (يانكو) فكان يصغى للمرة الأخيرة كيف تعزف القرية له. كانت ترقد بجواره
فوق (الكليم) المتواضع (كمنجته) التي صنعها من الخشب, فجأة أنير الوجه الذي يموت,
وتهمس الشفاه الشاحبة:

- أمي?

- نعم يا ولدي? - أجابته الأم وقد غرق وجهها بالدموع....

- أمي, هل يمنحني الرب في السماء (كمنجة) حقيقية?.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dante_21.yood
مجد
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
مجد


عدد المساهمات : 2423
المستوى : 18680
الشهرة : 1
تاريخ التسجيل : 06/09/2009
العمر : 30
الموقع : حلب - حلب الجديدة

الموسيقي (يانكو) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسيقي (يانكو)   الموسيقي (يانكو) Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 21, 2009 7:36 am

شكرا على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
PIRLO
نائب المدير
نائب المدير
PIRLO


عدد المساهمات : 3023
المستوى : 28880
الشهرة : 2
تاريخ التسجيل : 22/06/2009
العمر : 30
الموقع : سواح

الموسيقي (يانكو) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسيقي (يانكو)   الموسيقي (يانكو) Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 21, 2009 9:35 am

عفوا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dante_21.yood
 
الموسيقي (يانكو)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى تقنيات الحاسوب :: المنتدى الادبي :: عالم القصص-
انتقل الى: