استيقظ من نومه وهويشعر بألم في عظامه..نظر
حوله فوجد النور يملأ الغرفة..
لا.. لقد تأخر ثانيةً!!
نهض من فراشه
مستعجلاً..وهو ينظر إلى الساعة المعلقة على الجدار المتشقق..
لديه ساعتان ليستعد
ويتوجه للشركة..هناك سيجري مقابلة للقبول في احدى الوظائف ..
دخل الحمام وفتح
الصنبور ليغسل وجهه..ليس مجدداً !!..لقد انقطعت المياه
من الجيد أن هنالك بعض
الماء في وعاء صغير..هذا يفي بالغرض
بدأ بارتداء ملابسه..بنطال يكاد يهتريء إلا
أنه نظيف..وقميص يحوي رقعة من الخلف ..
يمكن حل هذه المشكلة بارتداء الجاكيت
الذي استعاره من صديقه بالأمس خصوصاً لهذه المناسبة
نظم هندامه على قدر ما
يستطيع ..دخل المطبخ لتناول أي شيء قبل خروجه لكنه تمنى أنه لم يفعل..
كل شيء
مقلوب فوق بعضه..لم يستطع البارحة تنظيف المكان فقد عاد متأخراً ومتعباً ..كان عليه
مساعدة جاره في أعمال البناء
حتى يستطيع الحصول على بعض المال ..كي يدفع تكاليف
المشاركة بالمسابقة...
منذ تركته زوجته وهو يحاول جاهدا تنظيم أموره..لقد أخبرته
بأنها لن تستطيع الاستمرار معه على هذه الحال ..
لكن الأمور ستتحسن عندما يحصل
على هذه الوظيفة ..سيتمكن من دفع أجرة المنزل والفواتير المتراكمة
و..و....
وقتها ستعود زوجته إليه وحدها وترجوه بأن يسامحها وهو سيكون كريماً
ويقبل الاعتذار..
لابد أن ينجح في هذه المقابلة فهو يمتلك المؤهلات من الدراسة
والشهادات والخلق الحسن..ماذا ينقصه؟
خرج من المنزل وتوجه ليستقل
الحافلة..الشارع مزدحم ..وفي النهاية تمكن من الركوب ، بعد هنيهة يتشاجر أحد الركاب
مع السائق
ويتبادلون الكلمات والسباب..لا..لن يصل إذا استمر الحال هكذا ..حاول
تهدئة الموقف وحل النزاع لكنه بدلا من ذلك نال بعض
اللكمات والشتمات..وأخيرا
انتهى النزاع وعادت الحافلة للسير..وصل متأخراً خمس دقائق فقط..سلم أوراقه وانتظر
دوره
وتمضي الساعات ودوره لم يحن بعد ..وفجأة يدخل شاب تبدو عليه علامات الثراء
ويقترب من مكتب الاستقبال ويكلم الموظف هناك
ولا تمر لحظات حتى يطلب الموظف من
ذلك الشاب الدخول للمقابلة..لقد أتى الجميع قبله ويدخل قبلهم؟! هذا ليس
مبشراً
وأخيراً يأتي دور ذلك المواطن ..دخل وجلس أمام اللجنة الفاحصة ..نظرت
إليه اللجنة وسألته بضعة أسئلة لا علاقة لها بالوظيفة
ثم طلبت منه الخروج ودخول
الذي يليه..نفذ الأمر وهو مدهوش ..وفي الخارج سأل موظف الاستقبال عن الوقت الذي
ستعلن فيه النتائج
فنظر إليه الموظف نظرة ساخرة وقال له :تعال غداً مع أني أرى
ألا تعذب نفسك وتأتي فالنتيجة معروفة..
لم يلق ذلك المواطن لتلك الكلمات بالاً
بل كان متفائلا جداً..ليلتها ظل يحلم بما سيفعله بعد أن يحصل على الوظيفة..
في
اليوم التالي كانت النتائج كما يلي:ذلك الشاب الثري قبل في الوظيفة وسيباشر العمل
فورا ..رُفض ذلك المواطن وخسر أمواله
التي دفعها للمشاركة بالمسابقة ..وصلت
رسالة من زوجته تطلب فيها الطلاق منه وإعطائها جميع حقوقها ومستحقاتها
لم يعد
صاحب المنزل يحتمل الانتظار فطلب إخلاء منزله مع انتهاء اليوم لعدم دفع
الأجار..وسيتم رهن جميع ممتلكاته حتى يتم دفع
ما ترتب عليه من ديون.. والقصة لا
تنتهي....