فإن الله أعطى الإنسان عينين، وأعانه عليهما بجفنين، وأعطاه لساناً وأعانه بشفتين، وأمر الإنسان بغض بصره وبكف لسانه، وقد أحسن من قال:-
كل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها *** فعل السهام بلا قوس ولا وتر
وأبلغ من ذلك قول ربي جل في علاه: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن}، وخير ما يُعين الإنسان على التحكم في شهوته بعد توفيق ربه هو حرصه على غض بصره لأن الآية رتبت حفظ الفرج وزكاة النفس وصفائها على غض البصر، ومما يعنيك على ذلك:-
1- اللجوء إلى من يجيب من دعاه.
2- البعد عن مواطن النساء وتجنب الخلوة لأن الشيطان هو الثالث.
3- مراقبة الله في السر والعلن.
4- تجنُّب القنوات الهابطة والمواقع الساقطة والمجلات العاهرة.
5- تجنُّب الوحدة لأن الشيطان مع الواحد.
6- البعد عن رفقة السوء.
7- شُغل النفس بالخير قبل أن تشغلك بالشر.
8- استخدام طاقات الشباب في المفيد وتجنب الأكلات الدسمة.
9- عدم المجيء للفراش إلا عند الحاجة للنوم، والحرص على الطهارة وأذكار النوم، وعدم المكوث في الفراش بعد الاستيقاظ.
10- الإكثار من الصوم فإنه وجاء، يعني فيه كسرٌ لحدة الشهوة.
11- السعي في طلب النكاح فإنه العلاج الكامل لمسألة الشهوة.
12- الحرص على تقوى الله وإدراك خطورة المعاصي.
13- إدراك خطورة العدوان على أعراض الآخرين لأن الجزاء من جنس العمل، وذلك لأن صيانتنا لأعراضنا تبدأ بصيانتنا لأعراض الآخرين.
14- إدراك خطورة إطلاق البصر لأنه يجلب الآهات والحسرات.
وقد أحسن من قال:
وأنا الذي جلب المنية طرفه *** فمن المطالب والقتيل القاتل
ولا يخفى على أمثالك أن إطلاق البصر يوصل إلى العشق الذي يوصل إلى الشر عياذاً بالله، فعمِّر قلبك بحب الله، واعلم أن في غض البصر نجاةٌ ونجاح، وسلامةٌ للقلب وفلاح، فإن النظر سهم مسموم يفسد القلب، ويهلك العبد.