في يومٍ مِنَ الأَيَّامِ ، كانَتْ هناكَ امْرَأَةُعجوزٌ تُنَظِّفُ بيتَها جيِّداً ،
فوجدَتْ عشْرَ دراهِمَ ، و صمَّمَتْ على شِراءِ خروفٍ صغيرٍ ، تُرَبِّيْهِ في
حديقَةِ المنْزل.
ذهبَتْ المرأة العجوزُ إِلى السُّوقِ ، و اشترَتْ خروفاً صغيراً ، في طريقِ العودةِ
إِلى البيتِ كانَتْ هناكَ ساقيةٌ تجري فيها المياهُ فخافَ الخروفُ و رفَضَ القفْزَ
فوقَ السَّاقيةِ ،رغم توسُّلِ العجوزِ الَّتي خافت أيضاً أَنْ تَتِأَخَّرَ عَنْ
بيتِها فالظَّلامُ سوف يحلُّ قريباً .
سارَتْ قليلاً حتَّى صادفَتْ كلباً فقالَتْ له: أَيُّها الكلبُ ، أرجوكَ ، عَضَّ
الخروفَ ،لأَنَّهُ لا يقفِزُ فوقَ السَّاقيةِ ليتجاوَزَها، لأَنَّني أَخشَى أَنْ
أَتَأَخَّر بالوُصولِ إِلى البيتِ لأَنَّ الظَّلامَ سَيَحِلُّ قريباً.
لكنَّ الكلبَ لَمْ يفعلْ.
سارَتِ المرأةُ العجوزُ قليلاً ، فوجدَتْ عصاً ، و قالَتْ لَهَا: أَيَّتُها العصا ،
أرجوكِ، اضْرِبِي الكلبَ ، لأَنَّه لا يَعَضُّ الخروفَ ، لأَنَّهُ لا يقفِزُ فوقَ
السَّاقيةِ ، لأَنَّني أَخافُ أَنْ أَتَأَخَّرَ عنِ المنْزلِ ، لأَنَّ الظَّلامَ
سَيَحِلُّ قريباً.
لكنَّ العصا لمْ تفعلْ.
سارَتِ المرأةُ العجوزُ قليلاً ، فوجدَتْ ناراً ، و قالَتْ لها: أيَّتُها النَّارُ
، أرجوكِ ، احرِقِي العصا لأَنَّها لمْ تضرِبِ الكلبَ لأَنَّهُ لمْ يعضَ (1)الخروفَ
لأنَّه لَمْ يقفِزْ فوقَ السَّاقيةِ لأَنَّني أخافُ أَنْ أَتَأَخَّرَ عَنِ المنْزلِ
، لأَنَّ الظَّلامَ سيحِلُّ قريباً .
لكنَّ النَّارَ لَمْ تفعلْ.
سارتِ المرأةُ قليلاً ، فوجدَتْ بِرْكَةَ ماءٍ ، وقالت للماءِ: أَيُّها الماءُ ،
أرجوكَ ، أطفىءِ النَّارَ ، لأَنَّها لَمْ تَحرِقِ العصا ، لأَنَّها لَمْ تضرِبِ
الكلبَ ، لأَنَّهُ لَمْ يعضَّ الخروفَ ، لأَنَّهُ لَمْ يقفِزْ فوقَ السَّاقيةِ ،
لأَنَّني أَخافُ أَنْ أَتَأَخَّرَ عَنِ البيتِ ، لأَنَّ الظَّلامَ سيَحِلُّ قريباً
.
لكنَّ الماءَ لَمْ يفعلْ.
سارَتِ المرأَةُ العجوزُ قليلاً ، فوجدَتْ ثَوْرَاً ، و قالَتْ لَهُ : أَيُّها
الثَّورُ ، أرجوكَ ، اشرَبِ الماءَ ، لأَنَهُ لَمْ يُطفِىءِ النَّارَ ، لأَنَّها
لَمْ تَحْرِقِ العصا ، لأَنَّها لَمْ تَضْرِبِ الكلبَ ، لأَنَّهُ لَمْ يعضَّ
الخروفَ ، لأَنَّه لَمْ يقفِزْ فوقَ السَّاقيةِ ، لأَنَّني أَخافُ أَنْ أَتَأَخَّرَ
عنِ المنْزلِ، لأَنَّ الظَّلامَ سيَحِلُّ قريباً.
لكنَّ الثَّورَ لمْ يفعلْ.
سارَتْ قليلاً ، فوجَدَتْ جزَّاراً، فقالَتْ له: أَيُّهَا الجزَّارُ، أَرجوكَ،
اذْبَحِ الثَّورَ، لأَنَّه لمْ يشربِ الماءَ، لأَنَّه لمْ يُطفِىءِ النَّارَ،
لأَنَّها لمْ تُحرقِ العصا، لأَنَّها لَمْ تَضرِبِ الكلبَ، لأَنَّه لَمْ يَعَضَّ
الخروفَ، لأَنَّه لَمْ يَقفِزَ فوقَ السَّاقيةِ، لأَنَّني أَخافُ أَنْ أَتأَخَّر
عنِ المنْزلِ، لأَنَّ الظَّلامَ سَيَحِلُّ قريباً.
لكنَّ الجزَّارَ لَمْ يفعلْ.
سارَتْ قليلاً، فوجدَتْ حبلاً، و قالَتْ لَهُ:
- أَيُّها الحبلُ، اربِطِ الجَزَّارَ، لأَنَّه لَمْ يذبَحِ الثَّورَ، لأَنَّه لَمْ
يشربِ الماءَ ،لأنَّه لَمْ يُطفِىءِ النَّارَ ،لأَنَّها لَمْ تُحرقِ العصا،لأَنَّها
لَمْ تضربِ الكلبَ، لأَنَّه لَمْ يعَضَّ الخروفَ، لأَنَّه لَمْ يقفِزْ فوقَ
السَّاقيةِ لأَنَّني أَخافُ أَنْ أَتَأَخَّرَ عنِ البيتِ، لأَنَّ الظَّلامَ
سيَحِلُّ قريباً.
لكِنَّ الحبلَ لَمْ يفعلْ.
سارَتْ قليلاً، فوجدَتْ جُرَذَاً، و قالَتْ لَهُ:
- أَيُّهَا الْجُرَذُ، اقْطَعِ الحبلَ، لأَنَّهُ لَمْ يَرْبِطِ الجزَّارَ، لأَنَّه
لَمْ يَذْبَحِ الثَّورَ، لأَنَّهُ لَمْ يشرَبِ الماءَ، لأَنَّهُ لمْ يُطفِىءِ
النارَ لأَنَّها لَمْ تَحْرِقِ الْعَصَا، لأَنَّهَا لَمْ تضرِبِ الكَلْبَ، لأَنَّهُ
لَمْ يَعَضَّ الخروفَ، لأَنَّه لَمْ يقفِزْ فوقَ السَّاقِيَةِ، لأَنَّنِي أَخافُ
أَنْ أَتَأَخَّرَ عَنِ المنْزِلِ، لأَنَّ الظَّلامَ سيحِلُ قريباً.
لكِنَّ الجُرَذَ لَمْ يفْعَلْ.
سارَتْ قليلاً، فوجدتْ هُرَّةً، و قالت لها:
- أَيَّتُهَا الْهُرَّةُ اقْتُلِي الْجُرَذَ، لأَنَّهُ لمْ يقطعِ الحبلَ، لأَنَّهُ
لم يربِطِ الجزَّارَ، لأَنَّهُ لمْ يذبحِ الثَّورَ، لأَنَّهُ لم يشربِ الماءَ،
لأَنَّه لمْ يُطفِىءِ النَّارَ، لأَنَّها لم تَحرِقِ العصا، لأَنَّها لمْ تضربِ
الكلبَ، لأَنَّه لمْ يعضَّ الخروفَ، لأَنَّه لمْ يقفِزَ فوقَ السَّاقيةِ، لأَنَّنِي
أَخافُ أَنْ أَتأَخَّرَ عنِ المنزلِ، لأَنَّ الظَّلامَ سيحِلُّ قريباً.
عِنْدَئِذٍ قالتِ الْهُرَّةُ:
- إِذَا ذهبْتِ إِلى البَقَرَةِ، وَ أَحْضَرْتِ لِيَ لِتْرَ حليبٍ، سَأَقْتُلُ
الْجُرَذَ.
فذهَبَتِ المرأَةُ العَجُوزُ إِلَى البَقَرَةِ، لكِنَّ البَقَرَةَ قالَتْ لَهَا:
- إذا ذهَبْتِ إِلَى الحقْلِ و أَحْضَرْتِ لي حُزْمَةً منَ العِشْبِ سَأُعطِيكِ
لِتْرَ حليبٍ.
ذهبَتِ المرأَةُ العجوزُ إِلى الحقلِ، وأَحضَرَتْ مِنْهُ حُزْمَةً من العِشْبِ، و
أَعطَتْهَا للبَقرةِ، وبعدَ أَنْ تناوَلَتِ البقرةُ العِشْبَ أَعطتِ المرأةَ
العجوزَ لِتراً من الحليبِ، فأَخذتِ المرأةُ العجوزُ لترَ الحليبِ، و أعطَتْه
للهُرَّةِ، فَلَعَقَتْهُ حَتَّى شبِعَتْ، و ذَهَبَتْ مع المرأةِ العجوزِ ، وركَضَتْ
خَلْفَ الجُرَذِ لتَقْتُلَهُ ، فخافَ ، وبدأَ يقرِضُ الحبلَ لِيَقْطَعَهُ ، خافَ
الحبْلُ ، فَبَدَأَ يلْتَفُّ حولَ الجزَّارِ لِيَرْبِطَهُ، خافَ الجزَّارُ، فبدَأَ
يَسِنُّ سِكِّيْنَهُ لِيَذْبَحَ الثَّوْرَ ، خافَ الثَّورُ ، فَبَدَأَ بِشُرْبِ
الماء ، خافَ الماءُ الجفافَ، فبَدَأَ بِإِطْفَاْءِ النَّارَ، خافَتِ النَّارُ
الإِنْطِفَاْءَ، فَبَدَأَتْ بِحَرْقِ العصا، خافَتِ العصا الحرقَ، فبدأَتْ تَضْرِبُ
الكَلْبَ، خافَ الكلبُ من الضَّرْبِ، فبدَأَ الهجومَ على الخَروفِ لِيَعَضَّهُ،
خافَ الخروفُ مِنْ عَضّةِ الكلبِ، فقَفَزَ هارِبَاً فوقَ السَّاقِيَةِ، وتَجاوزَهَا
بِاْتِّجَاهِ بيتِ المرأَةِ العَجوزِ، فلَحِقَتْ بِهِ المرأةُ العجوزُ، حتَّى
وصلَتْ إلى الْمنزلِ قبلَ حُلُولِ الظَّلامِ.
* اقتراح للكبار: حين قراءة القصة للأطفال الصغار، يُفضَّلُ التأكيد علىالقراءة
البطيئة لجمل القصة المتكررة ، ليتيسر لهم حفظها كتعبير و لغة و نحو و خطاب.
(1) ملاحظة للأطفال الكبار: لماذا حُرِّكَ آخر الفعلين تضرب و يعض في الجملتين لم
تضربِ الكلبَ، لمْ يعضَّ الخروفَ) و لم يأتِ الفعل ساكن الآخر لأنه مجزوم بِلَم
الجازمة!
الجواب: الفعلان مجزومان حقاً بلم لكنهما حُرِّكا ، الأول بالكسر، و الثاني بالفتح
منعاً لالتقاء ساكنين