منتدى تقنيات الحاسوب
السلام عليكم
عزيزي الزائر/الزائرة يرجى التشرف بالدخول الى المنتدى إذا كنت عضواً مسجلا او التسجيل إذا لم تكن مسجلاً


للإنضمام إلى اسرة المنتدى
ملاحظة : لظهور الاقسام المهمة والروابط التي لا تظهر للزوار يجب عليك التسجيل
منتدى تقنيات الحاسوب
السلام عليكم
عزيزي الزائر/الزائرة يرجى التشرف بالدخول الى المنتدى إذا كنت عضواً مسجلا او التسجيل إذا لم تكن مسجلاً


للإنضمام إلى اسرة المنتدى
ملاحظة : لظهور الاقسام المهمة والروابط التي لا تظهر للزوار يجب عليك التسجيل
منتدى تقنيات الحاسوب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى تقنيات الحاسوب حيث كل جديد ومفيد

 

 الملك ماركو 2

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
PIRLO
نائب المدير
نائب المدير
PIRLO


عدد المساهمات : 3023
المستوى : 28997
الشهرة : 2
تاريخ التسجيل : 22/06/2009
العمر : 30
الموقع : سواح

الملك  ماركو 2 Empty
مُساهمةموضوع: الملك ماركو 2   الملك  ماركو 2 Icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 9:18 pm

لم يستطع الملك فلكاشين الصبر
طويلاً ، فأسرَّ لحاشيته قصة الفتاة ،و قرروا البحث عنها في جميع أرجاء المملكة و
الممالك المجاورة.
وهكذا انتشرت العيون تفتش عن فتاة سحرت بصوتها العذب و غنائها الجميل قلب الملك
فلكاشين.

لم يدم انتظار الملك فلكاشين طويلاً هذه المرة، فقد تم كشف سر أجمل فتاة رأتها عين
، إنها زوجة الفتى البطل مومتشيل ، حاكم تراقيا المحاذية للبحر الأبيض.

كانت عاصمة تراقيا تقع في وسط البلاد ، و من أبراج قصره العالية كان الشاب يطل و
كأنه نسر ينشر جناحيه على جميع هضاب و جبال و وديان و سهول مملكته الواسعة و الغنية
بكل ما لذ و طاب من أنواع الثمار و الفواكه و الخيرات.

أما نظراته فكانت تغتسل كل يوم بمياه البحر الأبيض الزرقاء بلون السماء.


احتار الملك فلكاشين ماذا يفعل!
كان قلبه يدق بنبضات قوية جداً ، كلما تذكر تلك المرأة الفاتنة الجمال.
كان الملك فلكاشين يحب تربية الصقور، و كان لديه صقراً صغير الحجم ، لكنه مدرب
تدريباً ممتازاً ، فهو يفهم كلام الملك ، و يستطيع تنفيذ أي طلب يطلبه منه. خاصة
أنه اعتاد سماعه من مكانه المفضل على ساعد الملك، و السلسلة الذهبية التي تربطه
بحزام الملك.

كتب فلكاشين رسالة و وضعها في حقيبة جلدية صغيرة مربوطة تحت جناح الصقر، ثم شرح له
كيف يذهب إلى قصر فتى الفتيان مومتشيل ، في عاصمة تراقيا ، على ساحل البحر الأبيض،
و كيف يراقب القصر حتى يرى زوجة مومتشيل ، فيسلمها الرسالة دون غيرها!


لم يكن الأمر صعباً لملك الفضاءات الواسعة ، فطار بسرعة الريح ، حتى وجد نفسه فوق
قلعة مومتشيل، حط على سور القلعة يراقب حركة الناس في القصر الذي يقع وسط القلعة.
في هذا الوقت كانت زوجة مومتشيل و قد صار اسمها مومتشيلا بعد زواجها ، جالسة في
شرفة القصر العالية، متكئة على مساند مذهبة، و كانت تفكر في شيء ما.
لم تر الصقر و لم تكن تفكر به، بل كانت تشعر بالملل و الوحدة في هذا القصر الواسع ،
في هذه الأثناء و كالعادة كان الملك مومتشيل دائم الانشغال بحروبه المستمرة و صراعه
الدائم مع ملوك الدول المجاورة الذين كانوا يسعون لاحتلال أراضيه الخصبة و المثمرة
، ثم السيطرة على مملكته كلها.
أما الآن فكانت مومتشيلا تفكر بذلك الرجل الغريب الذي صادفته في سوق نوفي بازار.

اقترب الصقر منها و حام فوقها، ثم فرد جناحيه عن الحقيبة فسقطت منها الرسالة على
حضن الملكة الشابة مومتشيلا.

فتحت المرأة الرسالة و قرأتها، فغمرتها سعادة كبيرة، فأخذت قلمها الذهبي و كتبت على
ظهر الورقة رسالة جوابية للملك فلكاشين قالت فيها:

" أيها الملك فلكاشين ، أتمنى لك الصحة و العافية!
لا أستطيع وضع السم في طعام مومتشيل، لأن أخته إيفروسينا ( Efrosina) تصنع له
الطعام بنفسها، و هي التي تعد له الشراب أيضاً، و تشرف على جميع أمور مائدته.
أستطيع تقديم نصيحة أفضل لك ، تمكنك من التغلب على الفتى مومتشل.
زوجي كما تعلم فتى الفتيان ، شجاع لا يستطيع أحد التغلب عليه ، لذلك لا تقاتله
بمفردك. اطلب مساعدة مانول الإغريقي و راد سافوسلاف و غورو السكير، و مع كل واحد
منهم ثلاثة آلاف من الفرسان الأقوياء ، أما أنت فخذ معك ألف فارس فقط.
اذهبوا جميعاً بهذا الجيش إلى جبال رازبوي (Razboy) و انتظروا هناك في كمين مخفي
تماماً في طريق زوجي مومتشيل مطلع الشهر القادم، لأنه يخرج في اليوم الأول من كل
شهر للصيد في جبال رازبوي،و لا يأخذ معه سوى بعض رجال حاشيته.
هناك يمكنكم جميعاً مفاجأته و التغلب عليه، فإذا انتصرتم و قتلتموه سأصبح لك زوجة."


قذفت مومتشيلا الرسالة في الهواء فالتقطها الصقر ، و دسها في الحقيبة تحت جناحه، ثم
طار عائداً لمليكه فلكاشين.

نفذ الملك فلكاشين خطة الزوجة الخائنة!

في يوم القديسة بيتكا (Petka) و عندما كان الشهر ما يزال في السماء الداكنة السواد
، تجمع أصدقاؤه من سكوبي بهدوء شديد ، وتوجه الجميع إلى مكان في جبال رازبوي حيث
صنعوا كميناً مخفياً بانتظار وصول الفتى مومتشيل.

استيقظ مومتشيل قبل الفجر ، اغتسل ثم صلَّى ، و أعدَّ العدة ليوم الصيد الشهري.
جلس كي يتناول طعام الإفطار، أمسك كأس عصير ليشرب، لكن خاطراً سيئاً جال بباله فجأة
، فشعر بقلق غريب ، و أعاد الكأس إلى الطاولة دون أن يشرب منه رشفة واحدة.

فوجيء أصدقاؤه المتحلقين معه على مائدة الإفطار بتصرفه هذا ، إنها المرة الأولى
التي يتصرف فيها بغرابة! فقالوا بصوت واحد:
- أيها الفتى المغوار مومتشيل! هذا الخاطر الذي يشغل بالك ليس أمراً محموداً. هيا ،
لنترك أمر الصيد اليوم لوقت آخر!

تذكر مومتشيل الكابوس الذي حلم به أثناء نومه ، فقال لأصدقائه:
- إنه خاطر بسيط ، مقابل ما حلمت به في نومي. فقد رأيت أننا ذهبنا للصيد في جبال
رازبوي ، و هناك واجهتنا أربع أفاع ضخمة ، قتلت ثلاثاً ، ولدغتني الأفعى الرابعة
لدغة وصل ألمها إلى قلبي!

لم تكن هذه الرؤيا رؤيا خير في الحقيقة!
عندما سمعت زوجته القصة اقتربت بخبث و قالت له:
- لا تدع هذا الحلم يخدعك ، فتظنه رؤيا شر! تفسيره بسيط و سهل: ستخرج أمامك أربعة
أيائل تقتل ثلاثة و يهرب الرابع، أهذا ما يؤلم صدرك؟!

اطمأن مومتشيل لكلام زوجته التي يحبها فابتسم ، و أمر أصحابه للخروج وتجهيز جيادهم
لرحلة الصيد.
أما زوجته فتوجهت بسرعة إلى الاسطبل ، و أشعلت الشموع الكبيرة قرب جناحي حصان
مومتشيل فأحرق لهيبها أطرافها،كيلا يستطيع الطيران. ثم أخذت بعض المسامير و دقتها
في حوافر الحصان كيلا يستطيع العدو على الأرض الصخرية . بعد ذلك خرجت بالحصان إلى
فناء القصر.

امتطى مومتشيل حصانه ، و تفقد كالعادة سلاحه ، فلم يجد سيفه الدمشقي في مكانه من
السرج، هذا السيف ذو الطيات الإثنتي عشرة يستطيع أن يقص به مومتشيل الأشجار و يشطر
الصخور.

لم يجد أيضاً هراوته العظيمة معلقة في مكانها على جانب السرج قرب الركاب الأيمن ،
فنادى زوجته التي كانت قد قررت فعلاً إرساله إلى مهاوي الردى:
- زوجتي الحبيبة! لقد نسيتِ وضع السيف و الهراوة على السرج! أرجو أن تحضريهما لي.

أجابته الزوجة الماكرة بابتسامة دهاء:
- و لماذا تحمل السلاح معك يا حبيبي؟ إنه سلاح ثقيل عليك في رحلة صيد ، إنك ذاهب
إلى الصيد و ليس إلى ساح الوغى! و هل تخاف و أنت من يقتل أسود الغابات ، بعصر
أعناقها بين أصابعك!

قطب مومتشيل ما بين حاجبيه و هتف غاضباً:
- هيا اعطني السلاح بسرعة ، فأنا لا أنصت لنصائح النساء في هذا المجال!

ركضت الزوجة بسرعة إلى الصالة المخططة ، و سكبت بعض النحاس السائل على حد السيف
كيلا يقطع جيداً، ثم جرحت بطرف مبرد كبير الهراوة و عادت ووضعتهما بنفسها في
مكانيهما من السرج، دون أن يلاحظ زوجها ما فعلت بسلاحه.

كان أصدقاء مومتشيل ينتظرونه خارج القلعة ، فلما وصل انطلق الجميع نحو جبال رازبوي
الصخرية العالية.

في الطريق نحو الجبال داهمته تلك الرؤيا ثانية فأعمت عينيه قليلاً ، و كاد يسقط عن
ظهر حصانه.
ينذره قلبه بخطر فظيع، لكنه لا يشاء العودة ، و على العكس آثر المضي في طريقه ، و
أخبر أصدقاءه بما رأى:
- لقد راودني الحلم المزعج قبل قليل، لقد هيء لي أن أربع سحابات داكنة السواد ،
ظللتنا في جبال رازبوي ، ثم فجأة هبطت علينا، فلم نعد يرى بعضنا بعضاً، ثم شعرت أني
بقيت وحيداً تحتها، لكن الصواعق أبادتها بعد أن أصابتني صاعقة منها ، فشعرت أن
عظامي تذوب من هول نارها.
إنه فأل سوء يا أصدقائي، لكنني أشعر بالخجل من العودة.

و اندفع بحصانه إلى الأمام متابعاً سيره ، بينما تبعه أصحابه صامتين.

عندما وصلوا إلى جبال رازبوي ، و في أحد الأودية الصخرية ظهرت أمامهم جيوش فلكاشين
و أصحابه الأربعة.
أحس أصحاب مومتشيل بالفزع و الخوف ، فها هي الرؤيا تتحقق ، و أرادوا الهرب من مصير
سيء النهاية. لكنه صرخ بهم غاضباً:
- هل أنتم مجانين! أم تحملون قلوب نساء في صدوركم؟ ألا يوجد بينكم شخص واحد يحبني و
يخلص لي؟

كانوا جميعاً مخلصين لقائدهم و مليكهم فاندفعوا أمامه للدفاع عنه ، لكنهم قتلوا
جميعاً ، و لم يعد منهم أحد.
بقي مومتشيل وحيداً أمام أربعة جيوش كبيرة، لكنه لم يخف، أليس فتى الفتيان!
و أشجع الشجعان!

استل سيفه ، لكنه فوجيء أن حده مثلمٌ ، فلم يستطع قتل أكثر من ألف فارس به، قبل أن
يقذفه بعيداً لعدم صلاحيته.
أمسك بالهراوة الضخمة و قتل بها ألفاً آخر من فرسان العدو، تكسرت بعد ذلك ، لأن
زوجته كانت قد قطعتها قليلاً من قبل.
نظر مومتشيل إلى السرج فلم يجد سوى محفظة الطعام ، فانتزعها و قتل بها ألفاً ، ثم
تمزقت إلى قطع صغيرة تناثرت هنا و هناك.
لم يبق بين يدي مومتشيل أي سلاح يقاتل به ، فقاتل بقبضتيه القويتين وتخلص من
الألف الأخير من الفرسان.

عندما انتهى مومتشيل من معركته مع الفرسان توجه إلى مخيمات القادة ، و هو يهزأ بهم
، خرج الملك فلكاشين و عندما رأى مومتشيل خالي اليدين من السلاح ، و قد هده التعب و
الإرهاق بعد إبادته جميع الفرسان ، فرح كثيراً و ظن أنه يستطيع الآن التغلب عليه ،
أليس الملك فلكاشين فتى أيضاً ؟ نعم..
هجم الملك فلكاشين فجأة على مومتشيل فسقط الإثنان على الأرض ، و عندئذ خرج أصدقاؤه
الثلاثة ، و وضعوا مومتشيل تحتهم و شرعوا يضربونه بقبضاتهم القوية.
فهم مومتشيل أن أمراً جللاً سيصيبه إذا لم يأت الحصان فوراً،لكن الحصان لم يشأ
الطيران ، أو حتى التحرك من مكانه.

و بدأ يتوسل لفلكاشين:
- أرجوك يا سيدي لا تسوطني بالسوط ، و لا تدفعني بمهمازك، لعن الله امرأتي الخائنة
، التي حرقت أطراف أجنحة حصاني و ملأت أظلافه بالمسامير، فلا هو يستطيع الطيران و
لا الحركة فوق هذه الصخور.

ثم توجه مومتشيل بالكلام نحو حصانه:
- هيا أنقذني أيها الحصان الطيب ، و لا تخف ، سينمو لك جناحان آخران ، وسأقتلع من
حوافرك المسامير ستتألم قليلاً و لكن جراحك ستشفى سريعاً.

تحرك الحصان قليلاً ، فنهض مومتشيل بقوة من تحت الرجال الثلاثة ، و قفز على ظهر
الحصان الذي استجمع كل ما يستطيع من قوة و تحمل للألم و طار بصاحبه إلى القصر، لكنه
لم يستطع دخول أسوار القلعة المغلقة إذ سقط ميتاً خارجها.

نادى مومتشيل أخته من خارج أسوار القلعة العالية:
- انزلي يا أختي و افتحي بوابة القلعة النحاسية!

لكن أخته لم تستطع التحرك من مكانها بل صرخت بأعلى صوتها:
- لا أستطيع الحراك يا أخي الحبيب، لقد ربطت زوجتك شعري بمسمار كبير في جدار
الغرفة.
- شدي رأسك يا أختي ، و قطعي شعرك ، سينمو لك شعر جديد فيما بعد ، لأن أمنا لن تخرج
من القبر ثانية كي تلد لك أخاً عوضاً عني.

شدت إيفروسينا رأسها بقوة عدة مرات ، فتقطع شعرها و صارت بلا شعر ، لأن شعرها ظل
عالقاً بالجدار، ثم انطلقت نازلة كي تفتح لأخيها البوابة النحاسية الكبيرة، قبل أن
يصل الأعداء إليه.
عندما وصلت إيفروسينا إلى البوابة وجدت عليها اثني عشر قفلاً من الحديد، توجهت نحو
البوابات الأخرى فوجدت على كل بوابة اثني عشر قفلاً من الحديد، فبكت قليلاً فقط ،
لإنه لا وقت للبكاء إذ تذكرت الحبال، فاستجمعت قواها وركضت إلى الصناديق السحرية
حيث توجد الحبال الطويلة ، فأخذت حبلاً و رمت طرفه لأخيها الذي سارع و تمسك به و
أخذ يتسلق السور العالي.

عندما رأت زوجة مومتشيل نجاح إيفروسينا بخطتها لإنقاذ الملك ، جاءت بسكين حاد و
قطعت الحبل ، فسقط مومتشيل على الأرض من ارتفاع عال جداً، فكسرت رجله اليمنى و يده
اليمنى أيضاً ، و لم يستطع النهوض عن الأرض ، في هذه اللحظات وصل أعداؤه فقذفه غورو
السكران بهراوته ، لكن مومتشيل انتبه قبل وصولها فنقرها باصبعه لترتد على صاحبها و
تصيبه في رأسه ، و تقتله .
عندما رأى راد سافوسلاف ذلك هجم على مومتشيل بهراوته ، لكن مومتشيل رفع يده السليمة
، و أمسكه من صدره ثم نقره على قلبه برأس أصبعه فمات مقتولاً في حينه.
جاء دور مانول الإغريقي الذي لم يقترب كي لا يمسكه مومتشيل ، بل قذف هراوته نحوه ،
و كان مومتشيل ينتظر الهراوة بقدمه اليسرى السليمة ، فارتطمت الهراوة بكعب جزمته
المطاطي و ارتدت لتصيب صاحبها بين عينيه فأردته كسابقيه صريعاً.

لم يبق سوى فلكاشين الذي عرف أنه لن يستطيع التغلب على الفتى مومتشيل بقوة الجسد بل
بالحيلة ، فجاءه من الخلف و دون أن ينتبه مومتشيل كان خنجر فلكاشين المسموم يدخل في
ظهره ، و يخترق عظامه ليصل إلى القلب الحزين.
انتفض مومتشيل بقوة من الألم في القلب ، وطار كالحمامة ثم سقط ميتاً على الأرض ،
دون حراك.

كانت مومتشيلا تراقب ما يحدث في الأسفل من نافذة أحد الأبراج القريبة، و عندما رأت
زوجها يسقط ميتاً نزلت و فتحت البوابة النحاسية الكبيرو بمفاتيحها الضخمة التي كانت
تخفيها في مكان سري.

دخل الملك فلكاشين القلعة ، و قادته مومتشيلا إلى غرفة زوجها السحرية ، التي كان
يطل منها مومتشيل على البحر الأبيض ، فيعرف تحركات الأعداء الذين قد يهاجمون بلاده
على حين غرة.
ركعت مومتشيلا أمام الملك فلكاشين و قالت له:
- أهلا بك يا مليكي فلكاشين ، أصبحت الآن سيد قلبي!
ثم وضعت أمامه طاولة الضيافة ، و عليها ما لذ و طاب من المأكولات و أنواع الشراب.
تناول فلكاشين معها الطعام ، بصمت و سكون ، و لم يتكلم كلمة واحدة معها، ولم يبتسم
لها مرة واحدة!
كان بكاء إيفروسينا و نحيبها العالي على أخيها المغدور يصل أسماعهما ، فظنت
مومتشيلا أنها السبب في انعدام شهية و سرور فلكاشين، فأمرت بعض الخدم بطردها بعيداً
عن القصر، لكنه أومأ لهم و لها ألا يفعلوا ذلك .
قال فلكاشين:
- لا يزعجني صوتها أيتها المرأة الشابة. إنني أفكر بشيء آخر الآن. أعطني كوب
مومتشيل كي أشرب بها.

حاول فلكاشين رفع كوب شراب مومتشيل الكبير فلم يستطع رفعها إلى فمه ، لأنها كانت
ثقيلة جداً، و حين قرب شفتيه ليشرب ما فيها، لم يستطع شرب أكثر من نصف ما تحويه من
ماء لأنها كانت كبيرة جداً.
أراد فلكاشين أن يصبح فتى قوياً كمومتشيل فطلب من زوجته أن تعطيه ملابسه ، فقادته
إلى ركن الملابس في غرفة زوجها ، و هناك ارتدى فلكاشين قميص مومتشيل ، فلامس طرفه
الأرض، و كان القميص يلامس ركبتي مومتشيل فقط.
ارتدى فلكاشين صِدار مومتشيل فوصل أسفله إلى ركبتيه بينما كان يرتفع عن حزام
مومتشيل قليلاً.
وضع فلكاشين قلبق مومتشيل فغطى رأسه كله و توقف على كتفيه يكاد يقع للأمام، بينما
كان يصل حتى أذني مومتشيل.
احتذى فلكاشين جزمة مومتشيل فوصل عنقها أعلى فخذيه ، بينما كانت تغطي بطتي ساقي
مومتشيل حتى أسفل الركبتين.
عندئذ فقط عرف من كان مومتشيل الفتى العملاق ، و كم كان مخطئاً بالاشتراك في هذه
الجريمة النكراء، و أحس بكراهية و حقد كبيرين على تلك الزوجة الخائنة.
- قتلك الله أيتها المرأة الخائنة! لقد خنت هذا الفتى الهمام ، و سلَّمت به ، و هو
الذي كان يحمي الحدود البحرية من أعدائنا جميعاً، فهل ستكوني مخلصة لي ، و هل يمكن
أن تحبيني!


أمر فلكاشين جنوده بقتل مومتشيلا و حرقها ، ثم ذر رمادها أمام الريح لتنثره بين
الجبال و الوديان و في كل مكان.

كان الحزن و الأسى يملآن قلب فلكاشين ، فغادر القلعة من البوابة النحاسية الكبيرة
حيث كانت إيفروسينا ما تزال تندب أخاها ، اقتربت منه و توسلت إليه:
- أيها الملك فلكاشين ، لقد قتلت أخي بالحيلة و الخداع ، و لولا ذلك ما فقدته ، ثم
قتلت زوجته الخائنة انتقاماً له، فشكراً لك. انظر بحالي الآن، ماذا أفعل بدون أخي،
ها أنذا وحيدة هنا ، خذني معك أيها الملك ، و إذا رغبت عني زوجة أصبح لك عبدة.
استجاب الملك فلكاشين لتوسلات إيفروسينا و اصطحبها معه .

لم يستطع فلكاشين نسيان ما جرى له ، فقد كان حزنه عميقاً جداً في قلبه الذي استمر
بتعذيبه ، فأخذ يتجول بين البلدان ، و مرت ثلاث سنوات ،لكنه لم ينس ، فآثر العودة
إلى عاصمته .
هناك استقبلته والدته عند بوابة القلعة و احتضنته ، بحب و حنان ، لأنها كانت تعلم
ما جرى له ، و السبب الذي أخره عن العودة.

- كفى تجوالاً يا ولدي ،يجب أن تعود و تهتم بمملكتك و وطنك ،و أنا أرى أن تتزوج أخت
مومتشيل ، لقد نما شعرها واستطال حتى وصل إلى ركبتيها. إنها حزينة على أخيها ،
لكنها تصلح لك و تفكر فيك ، لا تدع خديها الأبيضين يزدادان شحوباً ، و لا قامتها
الممشوقة تنحني ، خذها زوجة لك تخلص و وحدك تحب.
أنصت فلكاشين لكلام أمه ، و استمع لنصيحتها ، فأحب إيفروسينا و تزوجها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dante_21.yood
مجد
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
مجد


عدد المساهمات : 2423
المستوى : 18797
الشهرة : 1
تاريخ التسجيل : 06/09/2009
العمر : 30
الموقع : حلب - حلب الجديدة

الملك  ماركو 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الملك ماركو 2   الملك  ماركو 2 Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 21, 2009 7:36 am

شكرا على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
PIRLO
نائب المدير
نائب المدير
PIRLO


عدد المساهمات : 3023
المستوى : 28997
الشهرة : 2
تاريخ التسجيل : 22/06/2009
العمر : 30
الموقع : سواح

الملك  ماركو 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الملك ماركو 2   الملك  ماركو 2 Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 21, 2009 9:34 am

عفوا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://dante_21.yood
 
الملك ماركو 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الملك ماركو 4
» الملك ماركو 1
» الملك ماركو 3
» الملك الحائر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى تقنيات الحاسوب :: المنتدى الادبي :: عالم القصص-
انتقل الى: