بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني
سرعة الانتشار
.ولمعرفة سرعة انتشار المرض نقرأ هذه المعلومات :
بلغت سرعة انتشار المرض والخسائر في الأرواح الكثير من ذلك:
اكتشف مرض الإيدز عام 1981م في خمس حالات.
تم التعرف على فيروس الإيدز من مجموعة الفيروسات المنعكسة عام 1983م في فرنسا، 1984م في الولايات المتحدة.
بنهاية 1992م انتشر الإيدز في العالم اجمع و أعلنت 173 دولة عن حدوث حالات إيدز لديها.
في نهاية 1993م قدرت وزارة الصحة العالمية عدد حاملي فيروس الإيدز في العالم بخمسة عشر مليونا.
بينما تقدر منظمة الصحة العالمية أن عدد مرضى الإيدز في العالم عام 1993م اثنين; ونصف مليون مصاب.
أصيب خمسة مليون شخص في عام 2002 .وبلغ عدد الوفيات 3.1 مليون وفاة .
وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية وبحلول نهاية عام 2002 م بلغ عدد حاملي الفيرس 38.6 مليون شخص بالغ و3.2 مليون طفل , وهذا يمثل ارتفاعا بنسبة ما يزيد عن 50%عن الاحصائيات المتوفرة عن عام 1991م
ومن المعلومات السابقة يتبين لنا سرعة انتشار المرض، فمن عام 1981م حيث اكتشفت أول خمس حالات في خمسة من الشواذ، اصدر ذلك مركز
التحكم في الأمراض بأتلانتا بالولايات المتحدة إلى عام 1993م وصل معدل المصابين إلى 15 مليون من حاملي الفيروس، واثنين ونصف مليون من المصابين، وذلك خلال اثني عشر عاما فقط،ثم وصلت الى 38.6 مليون بنهاية عام 2002م وهي نسبة مرتفعة وعالية جدا، تدل على; أن ناقوس الخطر اخذ يقرع كل مدن العالم محذرا من القاتل الرهيب الذي يهدد الملايين بالموت (وان معظم الإصابات يذهب ضحيتها من تتراوح أعمارهم ما بين 15-55 وهو عمر الإنتاجية الأوفر).
وليت الأمر اقتصر على هذه الخسائر الفادحة في الأرواح، بل أن الخسائر في الأموال لا تقل عنها بحال. وتقول لغة الإحصائيات والأرقام البلايين من الدولارات التي تصرف سنويا على هذا المرض:
فقد بلغت تكلفة التشخيص; والعناية بأول (300) حالة ايدز في أمريكا 18مليون دولار ومع ذلك ماتوا جميعا.
بلغ متوسط تكلفة الرعاية الصحية لمريض الإيدز في الولايات المتحدة الأمريكية ما بين 50-100 ألف دولار في السنة. ويتوقع فريد هلنجر المسئول بوزارة الصحة الأمريكية أن يتضاعف إجمالي تكلفة الرعاية الصحية لمرضى الإيدز من 3.6 دولار إلى 7.4 بليون دولار 1994م.
(وقد أشار إلى ذلك وكيل وزارة الصحة السعودي د. عبد الرحمن السويلم بقوله: الإيدز كارثة تهدد اقتصاديات العالم)
( وتقول الباحثة الأمريكية كمبرلي هاملتون، مساعدة مدير برنامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكية يقفز فيروس الإيدز إلى مقدمة الأخطار التي تهدد الأمن الاقتصادي لكثير من دول العالم الثالث، فهذه الدول لا تمتلك الإمكانيات الاقتصادية الكافية لمحاصرة الوباء أو حتى الإنفاق على حملات التوعية الوقائية).
لقد اجتمع لهذا المرض والفيروس له خصائص وصفات غريبة جعلت منه أمرا غير عادي حارب به الخاصة وأرعب العامة للغموض الذي يكتنف بعض أعراضه وأطواره، ولآثاره المدمرة على الفرد والمجتمع:
أولا: اختياره العجيب لأهم أجهزة الجسم (جهاز المناعة) والوهن المريع الذي يؤول إليه المريض حتى تصبح اضعف الجراثيم مؤهلة للقضاء عليه.
ثانيا: تأثيره على السائل المنوي ووظيفته الحياتية، فبعد أن يكون هو مصدر مادة الحياة الأولى، يصبح أداة لزراعة الموت والدمار عندما يساء استغلاله.
ثالثا: رغم أن فيروس الإيدز من اصغر الكائنات، يحتوي على عشر وحدات وراثية فقط بينما البكتيريا بها خمسمائة وحدة وراثية، وذبابة الفاكهة بها
خمسة آلاف، والإنسان عنده خمسين ألف وحدة وراثية، فسبحان الله الذي جعل واحدا من اكثر الكائنات بساطة يحير أكثرها تعقيدا ورقيا ويدمره. قال تعالى ( وما يعلم جنود ربك إلا هو) لقد سلط الله على الشاذين هذا الفيروس الصغير ليبين لنا قوته وقدرته على أهلاك العاصين. وهذا ما يؤكد ان هذا المرض إنما هو عقوبة إلهية عاجلة، تحقيقا لوعيد الرسول-صلى الله عليه وسلم- حيث قال (يا معشر المهاجرين خمس إن ابتليتم بهن
ونزل فيكم أعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قد حتى يعملوا بها إلا
ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم) وقد صدق رسول الله وتحقق كل
ما تنبأ به.
نلتقي في الجزء الثالث والاخير إنشاء الله