كان هناك منذ ملايين السنين أنثى انقرضت... فلقد كانت لطيفة ورقيقة.. وقفزت أنثى حيوان آخر في مكانها وتشبهت بالرجل... وهي الموجودة الآن"!!!!
هذه العبارة قالها الفيلسوف "شوبنهور" ولعله قالها بعدما نشبت امرأة قوية أظافرها في قلبه ونالت منه
ولكن هل دخول المرأة في جميع المجالات والمهن وضروب الحياة قد سحب بساط النعومة من تحت قدميها؟ أم أنها لاتزال جنساً ناعماً ورقيقاً وضعيفاً؟ وهل في الأصل هي كذلك؟؟
* قد يقول قائل أن هذه التسمية (الجنس الناعم) تحمل خداعاً لجنس الرجال المسالمين!!!! والنساء هن اللائي يروجن لذلك.. وأن التظاهر بالانتماء إلى الجنس اللطيف لا يخفي وحشية المرأة وقسوتها.. فانبهار الرجل الشديد بجمال المرأة ومظهرها ربما يشغله عن جوهرها العنيف الذي تخفيه!!
أصحاب هذا الرأي يرون أن المرأة تعمل في بعض الميادين الشاقة التي يستحيل أن يقبل بها جنس ناعم!! كالتمريض مثلاً... فهي ترى أوجاع الناس وجروحهم ومناظر لايمكن أن يتحملها بشر وعلى الرغم من ذلك فالأمر لايحرك فيها شعرة وتمارس حياتها بشكل طبيعي!
* البعض الآخر يرى أنه على الرغم من تطور وسائل العناية بالشكل الخارجي إلا أن المرأة فقدت الكثير من نعومتها بسبب الاحتكاك بالعالم الخارجي وإقحام نفسها في الكثير من المجالات بدعوى المساواة.
هذا غير القصص التي تتكرر على مسامعهم عن سيطرة النساء وضربهن لأزواجهن إضافة إلى العنف اللفظي أي أنها تحولت إلى جنس مفترس (حسب رأيهم)
* رأي آخر يقول:
المرأة هي وجدان ومشاعر ورقّة لايمكن أن يتفوق عليها كائن في عطائها الإنساني لذا ستظل هي المخلوق الأنعم في الكون, فالتركيبة النفسية والفطرية للمرأة مرتبطة بالرقة واللطف وهي مهما فعلت لن تستطيع أن تتمرد على هذه الفطرة, ومهما كانت قوتها ومركزها في المجتمع تظل ناعمة.. والفرق بين الماضي والحاضر يكمن في أن أنوثتها لم تعد تشكل لها حاجزاً للانطلاق.
المرأة لا تتمتع بقوة جسمانية خارقة كما الرجل ولكنها تعوض عنها بنعومتها وحنانها وقدرتها على تدبير شؤون أسرتها.
لابد من التفريق بين المرأة التي أجبرتها الظروف على العمل والكفاح ومن دون قصد نسيت طبيعتها كامرأة, وبين التي اختارت بمحض إرادتها التمرد على الأنوثة!!
فالمرأة المسترجلة تبعث في النفس الاشمئزاز لأنها تحاول التغيير من طبيعتها فلا تصبح امرأة كما يجب ولاتستطيع الانتماء إلى عالم الرجال فتصبح بين بين أو منبوذة من الطرفين.
أما تلك التي جعلتها ظروفها الخاصة عرضة للاحتكاك والعمل في مجالات قاسية فلا يمكن القول أنها فقدت نعومتها وتظل ناعمة حتى لو عملت في منجم فحم.
برأيي الخاص اللّوم يقع على الرجل عندما تتخلى المرأة عن نعومتها فمن واجبه أن يساعدها على الاحتفاظ بنعومتها وأنوثتها بأن يحترم ضعفها ويعلمها أن هذا لايعني الانزواء وفقدان الثقة وإنما هو الرقّة والرهافة كي لاتتمرد وتنسى طبيعتها في معارك إثبات الذات, فالرجل الشرقي مهما بلغت درجة ثقافته فإنه لاتعنيه في المرأة سوى أنوثتها ورقتها.
كأنثى.. لا أرى تعارضاً بين النعومة والأنوثة وقوة الإرادة بل هو مطلوب في الكثير من مواقف الحياة.. وقد تلجأ المرأة للتخلي في بعض الأوقات عن نعومتها وأنوثتها لكي لاتكون صيداً يسيل له لعاب الرجال, فعملها واحتكاكها بهم يفرض عليها أن تتصف بالخشونة وتصرف بثقة كي تحمي نفسها... ولكن سرعان ماتزول هذه الخشونة وتختفي حين تعود إلى بيتها وعائلتها.
وصف المرأة بالكائن الضعيف على مرّ العصور دفعها للتسلح بالقوة المعنوية كمتنفس لرغبتها الدفينة في ممارسة القوة.
باختصار ومن وجهة نظر خاصة كأنثى.. لن يُرضي بعض الرجال حال المرأة مهما فعلت, فهي مسترجلة تخلت عن أنوثتها إن كانت قوية, وإن خضعت فهي ضعيفة, وإن كانت دبلوماسية فهي حيّة وقادرة على إيذاء الرجل!!
*** المرأة تملك قوة خارقة لايمكن للجبل أن يقف في وجهها وهي (الأنوثة) ***
السؤال الذي يطرح نفسه الآن.... "هل مازال الرجل جنساً خشناً؟!"
عندما يتهم الرجل المرأة بأنها فقدت نعومتها وأنوثتها فهذا هو سلاحه الوحيد في معركة استعادة الرجولة الضائعة والمسلوبة, فهو يشبهها بالشيطان أو الحية لأنها ناعمة ولطيفة الملمس وأنها سبب البلاء والشر على الرغم من أن القرآن قد برأها من هذه التهمة.